أنا اللي عايش فالسؤال وبالسؤال وللسؤال، ها السؤال تايباغتني من جهَه أخرى دون سابق إنذار.
تاتسولني ع لقصيدة، ولقصيده ف حد ذاتها سؤال واش من سؤال !.
يا ريتني كنت عارف فين نلقى لقصيده، كنت نمشي لها نيشان بلا ما نضيع كذا وربعين عام ونا تانجري وراها بجنون لحمق وبحماق المجنون،كنت نهزها باشفار عيني ونجيبها ونحطها قدامك روح عذرا ونهني راسي.
بما أن لقصيده مجهولَه أَوْ م المجهول، غنبقى ديما تانبحث عليها فيَّ أنا المجهول.. ف لاخر اللي هو
مجهول... وفالمجهول اللي هو مجهول.
وباش ندخل فهذ السفر للمجهول، لا بد ما ندفع على هذ لقصيده الثمن.
حتى لو ندفعه ما تانضمن ليَّ والو، شوف واش نشم غير ريحها ماشي حتى ريحتها.
ولكن آ عزيزي علي إلى بغيتني نهدر وغير نهدر باش ما نبقاش ساكت، غنهدر ونقول:
لقصيده هنا... لقصيده الهيه... لقصيده كاينَه فين ما كايناش، وما كايناش فين كاينه.
لقصيده راها .. راها ولكن ما تاتبانش ليَّ. لقصيده ها هي.. ها هي باينَه ولكن سراب...
نخرج من ليل الروح وندخل ف نهار الروح ونقول :
لقصيده شهوة النار. حيث نارها م الجنَّه، تداوي ما تحرق.
لقصيده شهوة الما. ماها ف كف ثيسليت (عروسة الشتا).
القصيده فالضو. القصيده ضو. ضو اللي ف ضو الضو .الضو اللي ما تاينتهيش ما عندوش قاع وما عندوش سقف...
إينا ضو فالضواوات على من تانتكلم هنا بالضبط؟
الضو لبيض ؟ أو الضو لكحل؟
ضو الجسد أو جسد الضو ؟
ضو الروح أو روح الضو؟.
الضو الدخلاني اللي فالإنسان الدخلاني؟، أو الضو البراني اللي فالإنسان البراني ؟
اللي تانعرف ( آش عندي ما نعرف، ما نكذبش على راسي وع القراء، باقي ما شفت فالدنيا والو، ويلا قلت تانعرف راه ما تانعرف غير ما تانشوف بعيني البرانيين، أما عيني الثالثه كلام آخر، شحال يخصني نقرا باش عاد نفتحها، ما بقى لي غير نفكر فالرابعه ونكون يانوس).
الظلمه هي جسد ورحم لقصيده.
علاش تانخافوا من الظلمه واحنا منها جينا، وليها غاديين... وفيها تانبحثوا على اللذه.
من عمق الظلمه تانسقوا اللذه.
ف قاع الظلمه .. الظلمه .. الظلمه لعميقَه ( اعماق الضو لكحل ) تاتزرع البدرَه .. تاتحط النطفَه .
( منين لك بهذ البدرَه ؟ .. النطفَه ؟ ).
إلى كنتِ محظوظ التاريخ، ومرضي الإبداع، وبغى يطلع لك الزهر مع لكتابه وساعدوك عينيك الدخلانيين ولقيت هذ النطفَه ف اللاوعي، راها غتقضي فيه.. فيك مدَّه غير محدودَه (مدَّه تحسبها بالسنوات ماشي بالأسابيع ولا بالشهور ) قبل ما تبحث تخَرَّج « أناها العاليه » للوجود، تتنَفَّس الضو البراني وتطلق جناحها فالفضاء الواسع واللا محدود وتاخذ اتجاه النور .. نحو اللا نهايات.
ها لساني بدا تايتسل ! وها أنا بديت تانتوَرَّط ! وهذ الشي اللي بغى علي مفتاح.
ف شهوة الشهادة وقفت على ربعه ذ الطيور، هذ الربعه عندهم علاقه برؤيتي وفلسفتي فالحياة، كل طير بلغته وبوعيه وبحسه، ف هذ السؤال ما غنوقفش عليهم. وانت براسك آ علي نصحتني نخلي العمل حتى يخرج مطبوع، وفهمتك مزيان، وغنعمل بنصيحتك ( ولكن راها كاينه شي حاجه منه هنا وشي حاجه اخرى باقيه غتجي).
باش ما نهربش ع الموضوع نرجع للقصيده .
القصيده بنت الضو لكحل اللي فالجسد. تانتكلم هنا ع الجسد المثقف المتفتح ..المتجدد...الجسد الكون.. الجسد الفضاء.
على ذكر الفضاء ، شكون فينا اللي تايملك شويه من ثقافة الكوسموس وتايملك شويه من ثقافة السفر؟.
والسؤال : واش الجسد الطابو؟، الجسد المكبوت؟ ..
الجسد المسجون، المحروم من الضو قادر يبدع ؟.
جسد بلا ضو كَسْدَه ،كِف لغه بلا زجل خردَه.
الجسد ما اخذاش نصيبه فالقصيده الزجليه الحديثه كِ اخذه فالروايه والقصَّه والمسرح والتشكيل. وهذا معيق م المعيقات اللي غيعطل القصيده الزجليه للظهور وبالتالي مسايرة الركب الحضاري والكوني.
هذا دين أخر على اكتافنا تاتسالوا لقصيده للجسد أو ربما الجسد اللي تايسالوا للقصيدة.
غنسولوا بعضياتنا " شحال من جسد عندنا ؟".
غنجاوبوا باستغراب : واحد.
غنقول : غير واحد وغلبنا !
ما بالكم إلى قلت لكم وليَّ أن العلوم تاتأكد بأننا تانتوفروا على ربعه ذ الأجساد.
آش تسالني يا علي! وكَّلْت عليك لقصيده. كنتْ ساكت..هاني، ما بيَّ ما عليَّ حتى تسلطت عليَّ . من إينَ قصيده خرجت ليَّ ؟
لقصيده بنت الحواس الراقده .. المنسيَّه .. المجليَّه .. المجهولَه المقموعَه فالجسد. الحواس اللي باقيين مع الأسف ما اكتشفناهم فينا( ما تانتكلمش هنا ع الحواس المعروفَه واللي هما خمسه).
شفتِ يا عالي حتى هذ الحواس الخمسه براسهم اللي اقرينا عليهم فالمدرسه والكتب راحنا ما تانستفدوش منهم، لأننا ما تانستثمروهمش، حيث ما تانعرفوهمش مزيان باش ننموا ذكاءهم بالأحرى نفتشوا ع لخرين.
شكون فينا اللي تاينمِّي ذكاء حواسُه ؟ ... ذكاء جسده ؟
(ذكاءنا وحواسنا مستلبين، نقولوها بلا عقدَه).
والسؤال كيف لينا نحرروهم ؟.
تحررهم مرهون أولا بتحرر الجسد.كِف تحرر وتطور لقصيده مرهون بتحرر وتطور الجسد والحوس والعقله ....
كان عليَّ نبدا منَّهْنا : تحرر الجسد.لأن الجسد مركز العالم والقصيده مرز الجسد.
نتحرروا احنا أبعدَ، عاد نفكروا فالقصيده. نقولها ونسد الحوار ونخلي السؤال معلَّق حتى تجي ساعته الحقيقيه. ولكن ها احنا كيف العاده ديما سابقين جسدنا، باش ما نقولش مسامحين فيه.. مفرطين فيه...ناكرينه ...
لقصيده بنت الإنسان الدخلاني ... بنت الوعي الدخلاني ...العالم الدخلاني.قبل ما تستقبلها العوالم البرانيه وتحتفي بها.
أما الإنسان البراني والوعي البراني والعالم البراني ما هما إلا وسيله.
وهذ الوسيله أو الوسائل ( العوالم البرانيه) لا بد منهم لأنهم هما الطريق وهما المركب الفضائي و هما الغواصَه.
النطفَه أو البدرَه هي منهم ولهم ، هياللي تاتساعد الجسد ع الحمل، اللي هي أصلا فاكهة الليل ، فاكهة المعرفة الشامله والبحث المستمر والنبش فالتراث الإنساني الكوني والقراءات المتعددَه والمتنوعَه، المتفتحَه والمنفتحَه على كل الأجناس الأدبيه والفلسفيه والفنيه بكل اتجاهاتهم وانتماءاتهم.
هذوا كلهم إلى عرف الواحد كيف يجمع خيوطهم، الله يقدر يفتل منهم فتيله.
والإشكال هو : باش غنشعلوا هذ لفتيله اللي تعطينا الضو؟، هذ الضواللي غيسمح لينا بالدخول لظلامنا.. لرحمنا.
خصنا لوقيد والوقود أَوْ لا لاّ ؟.
شفتِ آ علي كِ غاديه وتاتصعاب ( ما حدها تاتقاقي وهي...)
بالحق اللي تلف يشد جسده.
فين الجسد الواعي _ الجسد المعنى _ اللي نشدوا فيه؟، الجسد اللي يدخل للحياة فاتح .. مفتوح؟. جسد اللي ينتصر للقصيده الحياة .. للحياة القصيده؟.
فين اللغه ؟ ... وفين الفكر ؟.. وفين الخيال ؟ ... وفين الأحاسيس ؟ ... وفين الرؤيه ؟ ... والرؤيا ؟ وفين ... وفين اللغه .. اللغه .. اللغه... ؟؟؟
شكون فينا اللي تايفكر ف تخصيب هذ الشي اللي ذكرت أو غير شي حاجه منه ؟.
غتقول لي " واحنا دابا آش تانعملوا ؟".
غنقول لك بكل تلقائيه، الأغلبيه السحقه فينا تايكتبوا. وما دمنا غير تانكتبوا راحنا باقيين بعاد ع القصيده المنشودَه. حيث القصيده هي اللي تاتكتب مولاها إلى لقَتُه خصب وعنده رحم قابل للحمل والإنجاب.
ونا يا علي !، آش نقول على هذ السفر اللي رمني فيه سؤالك ؟
يعجبني نرجع بك اللور شويه ونذكرك بآش قلت هذي سنين :
_ ف "الواو" (95) قلت ف أحد النّصوص " أنا فالصّف اللي بعد... بعد اللخر ".
_ وف "قوس النّصـ " (96) قلت : وسط الواد أنا. يمكن نرجع ، يمكن نقطع ،
أوْ يمكن تجي حمله و تجرني لا حد فيكم شاف، لا حد سمع .
_ وف "كنّاش المعاش"(97) ( قلت : لقصيده عندي عمّرها ما غتبدا واللي بيَّ أنا عمره ما يهدا. الرحله اكلت من عمري اكثر من ربع قرن وباقي جبحي ما جنى ولا شهده وحده.
_وف "مجاج الرِّيح" ( 98) قلت : قلت كل شي ف والو، وما قلت والو ف كل شي...
كيف عجبني نرجع بك شويه اللور، يعجبني نوقفك بك ف حاضر المستقبل، ف نهار العين، نقطف لك من"بـخ الورد" ثلاثه ذ الشظايا ( ديوان غيصدر ف شهر أكتوبر الماجي) :
* * *
أنا عاد غنقول باسم الله ف لكتابه
قبل ما تعطوني لمداد
اعطوني الضو
* * *
جوج كلمات ونبدا لَكْتابه :
تفقَّسني الشمس.
* * *
جوج خطوات وتضحك الورقَه:
نكون شرقَه.
* * *
حتى نتلاقاوا ف طريق اللي تدِّي للقصيده. نقول لك و ونقول للقراء :
يد الضو تاتصنع الإنسان ويمكن تصنع من هذ الإنسان مبدع إنساني، وهو أسمى مقام تانحلم به شخصيا.
خلوني نحلم ما دامت طريق الزجل تاتلاقيني مع اللي حاملين سؤال وتايخدموا الزجل.
ما يمكن لي إلا نسعد ونحلم بالقصيده وبأشياء أخرى جميله جايَّه ما في ذلك شك. جايبها سؤال الجسد .. جسد السؤال ، جسد لقصيده.. وقصيدة الجسد ، ضو القصيده .. قصيدة الضو ...
ادريس أمغار مسناوي
تيفلت : 03 / 09 / 2010 م[/size]