بقى وقت طويل كيستمتع ب جمال الڤمرَه ف العلالي.. كان عارف أو حاسّ ب نقصان المشهد نتيجَه ل فراغ عاطفي.. كان بْ ودّه ينفخ روح الأنثى ف نجمَه من النجوم، ف رمشَه يلقى ف جنبُه حوريَه تتبختر ف حريرها، تتدلّل ف مشيتها..و لمّا تتعثر ف خطوتها يفرّش لها احضانه .. يتنشوَى من انفاسها و يغيب غيبة المجنون.
كان نزار مستعد لكل السيناريوهات إلا سيناريو العبث ب احلامه.. شحال و هو يفصّل المشاهد، يوزّع الحوارات، يختار الأبعاد، و يحدّد ب دقَّه نوع اللّقطات، و بْ ثقَه ف النّفس اعلن على بطولتُه و أهليتُه و استعدادُه للمغامرَه ف اعماق الانثى... و بعد تتباع اللقطات انتابُه تردّد كبير و حيرَه ما بعدها حيرَه، و لمّا فتح عينيه اكتشف عجزُه قدّام الڤمرَه.. كان الاختيار ب النّسبَه له اكثر من صعيب لأنّه لأوّل مرَّه غ يْفكّر بْ جدّيَّه و عن قناعَه تجريب نشوَة القفص الذّهبي.
استطعت الڤمرَه هذ المرّه تخرجُه من صمتُه، ودفعُه لمناجاة السما(ء) عسى تساعدُه ف رسم ملامح هذ الحوريَه اللي هبلتُه قبل ما يشوفها. قرا الكثير من اشعار الحب و الهوى، و سمع الكثير من الأغاني الغراميَه، و شاف الكثير من الأفلام الرومانسيَه، رغم ذلك ما استطعتش تصفّي مجاجُه اللي خوضاتُه الكثير و الكثير من خرايف و حكايات الحكما(ء) المقرّبين.. عمرُه ما ينسى نظرات الحسرَه اللي رسمها جمهور ساحة بوجلود لمّا غنّى بوجمعَه الحلايقي:
سوق النسا(ء) سوق الاطيار ** يا دّاخلُّه رد بالك
يورّيوك من الربح قنطار ** ويرزوك ف راسمالك
و لا غَ ينسى نميمة العݘايزات وحديثهم الدرامي عن عروساتهم بْ مناسبَه أو بدون مناسبَه:
- عرفتي المسخوطَه ديال ولدي؟
- مالها؟
- بغات تصيفطني عند بنتي باش يبقى لها غير وحدها...
- أويلي أرحمة!!ههه
و لا يمكن لِه يقتنع بْ سعادة والديه رغم تجنّبهم ل نݣير العلني اللي كتفضحُه التعبيسَه و المراوغَه ف الكلام.
كان نزار كيقلب ف قرارات نفسه على مرا ف سيفة حوريَه ؛ كتفهم لغة النجوم.. كتكلم ب لغة العيون.. كتحس ب حلاوة الكلمَه قبل ما تذوقها.. كتفتح قلبها.. تورّد خدودها.. تحسّس الجرح يبرى.. تخرّج العسل هضرَه.. تنسج سالفها حرير.. ف عينيها يبان الكون كبير .. ملاك يعجز فيه التصوير..
ف المقابل نزار كان واعي ب حجم المسؤوليَه اللي غ يتحمّل باش يمكن لِه يحافظ على حوريتُه و ابتسامتها، و يفجّر أنوثتها عوض يطمسها، و يحافظ على إيقاع عاطفتُه عوض يهملها، يزرع السعادَه ف روحها حتى تتحّد معه أو يحّل فيها...، كان عارف حتى هو كيتسناه يكون ملاك أو مقام موسيقي ف سمفونية محبتهم الأبديَه أو مسك الليل و النهار ف حضرَتهم الملائكيَه. كان نزار حاس بْ ثقل الحيرَه و ف نفس الوقت متشبّث ب فارسة احلامُه لآخر نجمَه طفَت ف السما ف ذيك الليلَه الدافيَه الجميلَه...
توقيع يونس تهوش
ورزازات 28-29/11/2012