اشتغل الشاعر حميد تهنية في ديوانه البكر هذا،على تيمات في غايات التنوع والثراء...
تراوحت بين قيمة الكتابة موضوع للتأمل( نص سلام الله عليك) وموضوعة رثاء الوضع المترهل للأمة العربية.لما أصابها من وهن جراء انشغالها بالجزئيات الثانوية (نص ماهزك ريح) فضلا عن غرض الغزل حيث لوعة الفراق وغبطة اللقاء.تؤجج الأحاسيس .وفورة الوجدان (نص ريم) علما أن قصائد الديوان يربطها خيط ناظم.ينبني على قلق الذات جراء النقص الذي يعتري مكونات الوجود.نقص يؤجج حرقة السؤال.عن سبب التخلف.والببحث عن طريق لتجاوزه،الأمر الذ=ي جعل مجمل قصائد الديوان.ترتاب من الاطمئنان الزائف في مشمولات الواقع.حيث يلبث الشاعر يحلم بالأفضل.ويشدد على اعتبار كتابة الشعر حلم.شأنها في ذلك.شأن خلق العالم الذي ولد أول مرة في أزمنة الحلم.
على المستوى البلاغي.توسل الشاعر بشكل لافت للانتباه.بالطباق كأحد أهم أركان الجمال في اللغة العربية.كما هو شأن عنوان الديوان" أنوار الظلمة" تقابل خدم التوتر الدرامي بين أمل الشاعر في التغيير.والمعيقات القائمة والعاملة على استمرار الواقع كما هو .صراع بين تخليص الضوء من لحظة الأسر.وبين تمدد مساحة الظلام.والشاعر في هذا السياق وظف صور حسية مركبة من المرئيات الواقعية.كما في نص "ضيف لقصيده"
- مزاوكه ف عضة لوحال
ياك انطمسات رماكها
غاب ضي هلالها
ضاع ف لقوال
-عكازها أعمى
تالف ف بريح
نوَارتو ظلمه.
وألى جانب الصورة الشعرية الموزعة بين البعد الحسي والرمزي.جاء المعجم متراوحا بين اللغة التأملية والإخبارية.الأر الذي ينبئ.أن هذه التجربة الشعرية الأولى للأستاذ الشاعر حميد تهنية.واعدة بأفق مميز في سماء الزجل.
الناقد الأدبي- الدكتور محمد رمصيص