" حمودة " أو " صداق الزين "
للزجال حميد عسيلة
بعد ديواني " كاس الغيوان " و " افني.. شهدة الروح "، صدر للزجال المغربي حميد عسيلة عن دار كلمات للنشر والطباعة والتوزيع، ديوان " حمودة " أو " صداق الزين "، وهو ديوان من الحجم المتوسط، بتصفيف واخراج أنيقين، ويضم بين دفتيه 41 قصيدة هي : صداق الزين، حمودة، خليلة الروح، لسان الحال، وزيعة الوقت، حر التسوال، لبطانة، تبريحة، شيخ الضو، مدون ساكناني، سوق راسي، العمدة علي، حب وتبن، وحروفي.
الديوان الجديد خطوة أخرى في المسار الإبداعي لحميد عسيلة، حيث يمكننا من خلال هذا الإصدار الثالث للزجال رصد ملامح مشروع إبداعي واع بذاته وبإمكاناتها، مشروع طموح لترسيخ بصمات واثقة على صفحة خريطة الزجل المغربي بتجلياتها وإكراهاتها، مشروع يؤسس لمدرسة جديدة تستلهم جراح الذات والروح والجسد، لتنفتح على جراح الإبداع والحرف والكلمة، ولتتلمس جراح الإنسان وجراح الوطن:
عگر جْراح داتُو٭
وتگول شِي حْد سوّْل..
عگر جْراح لبْلاد
اللِّي ولداتُو٭
وتگول شِي حْد سوّْل..
وملِّي شَافْ سْكَات النَّاس طوّلْ..
ضاعْ .. شاعْ .. طاعْ .. داعْ
وبْدات السِّيرة مْ اللّولْ
٭ كاس الغيوان
٭إفني .. شهدة الرّوح
" حمودة " أو " صداق الزين " يحمل في أحشائه سربا من القصيد الزاجل، تسافر بك كل قصيدة منها إلى عالم من عوالم حميد عسيلة الإنسان والزجال، تطوف بك فيها، بحيث تجد نفسك في كل زاوية من زوايا البوح، في كل سوط يجلد جراح الذات، في كل هامة مرفوعة بشموخ، في كل شبر من جسد هده التعب والشقاء...
نقرأ في قصيدة " حمودة " :
ْعمَاكْ بلا لُون
وسْمايا زرقَة..
عْلتك علَّة
إيلا الشُّوف جفاكْ
وشَايْلاه آ بْياض لْورقَة..
وَاشْ سطُور لقصيدة تكفاكْ؟
ونقرأ في قصيدة " خليلة الروح " :
أيَا نْحِيلة طوّافَة
مابين زهر ايَّامِي
والحافَة
أيا خليلْة هاذ الجرحْ
واش تكفاني عْشرة عمْرْ
باش گلبي بيك يعمْرْ
يْتبدّل شقايا بْ الفرحْ؟
ديوان حميد عسيلة الجديد هو فلسفة مبدع، نستشف هذه الفلسفة منذ البداية، في قصيدة " صداق الزين " التي تحمل عنوانا اخر : " عتبة وشلا تعاويد وكتبة "، حيث يعطي ل " لكلمة " ألف معنى وألف دلالة :
كلمة إيلا خْطاتك، مْلْح الكتبة يوگف ليك فْ الركابِي
وتشُوف گاعْ طرگان لقْصِيدَة عْگابِي..
وكلمة إيلا عْطاتك، حفّن بيدِّيك بجُوج، عمّر مْطامْر وخْوابي..
كلمة تورِّيك گاعْ البْرّ مْواطِي... كلمة عْمّرها تخلِّيك تْطاطِي...
واخَّا تتهْد، ويتخوا لخْـزينْ..
تْقْنِي لِيها فْخاخْ
تْعكّلهَا
تْشكّلهَا
تـگُول : هذا صْداقْ الزِّينْ..