قراية الكف ...غير صباع و منفية ف اليد

الصديق المبدع
علي مفتاح
اطل عليك من هذه القصيدة المطولة وأنا على عجلة من امري لأسجل اني اتابع إنجازاتك الزجلية.
اليد هي العضو الذي كتب به الإنسان التاريخ/تاريخ الحياة. كل عجائب الدنيا هي بصمة من الأيادي
اليد هي الجانب الخارجي للعقل البشري هي امتداده للخارج والأصابيع شرايينه .
تناول تيمة اليد تحتاج الكثير من المداد.
آمل أن أتمكن في زحمة افشتغال أن أعود للقصيدة .
ااعذر زيارتي الخاطفة

الصديق المبدع
علي مفتاح
[size=12]عدت للقصيدة بعد أن سمح الوقت بذلك لأغوص فيها بحثا عن صدفاتك وتمتعا بمياه بحبرك الزجلي ومراوغا لموجاتها العاتية فتقبل مني هذا الإنطباع.
كيف يمكن مقاربة هذا الشلال الدافق من الكلمات في هذه القصيدة/ النهر؟
وأي وعاء نقدي يمكن أن يحتوي هديره ؟
قلت لعلي ذات حوار وتواصل عبر فضاء رقمي إنك تذكرني بسيرجي بوبكا أو الفتى الطائر وها أنت تشعل فرحة الفرجة/ التلقي عبر الزنا/ الكلمات لتصنع لذة الفرجة في صور التحليق / القصيدة.
ليست أهمية الشعر في المضمون (الرسالة)فقط بل أساسا في كيفية الإرسال(الشعرية)
سينطلق الزجال علي مفتاح من اليد كعضو حاضر دائما معنا وفي كل حركاتنا ومن التصور الشعبي لدور كل أصبع منها(قلاب الدجاج/لباس لخواتم/ قلاز بنادم/لحاس الكصعة أو لقدور/ قتال لقمل) من هذا المنطلق سيبني قصيدته لا ليعيد لنا هذا الموروث الشعبي بل ليبني عبرها لوحة فنية تتناول الحياة بكل تلاوينها .
واليد كما اسلفت في تعليقي السابق هي الأداة المنفذة لأحكام العقل هي المستقبل والمنفذ لرسائل الدماغ (العقل الواعي حين تكون الحركة إرادية والعقل اللاواعي حين تقوم بردود أفعال وهي غالبا للدفاع والحماية)
ستنطلق القصيدة من لحظة زمنية
البارح، إيَّامَسْ ،بَرْحَة لولَة
زمن الفعل الذي تقوم به اليد . اليد /ملتقى الأصابع من خلال لعب على التركيب اللغوي الذي يجعل لليد يدا ويدا تقاوم ردة فعل يد ..الخ
شديت يدي بيدي
و حليت يدي بزز من يدي
نشوفها خطوط ف يدي منسولة
وسيشهدنا عبر التعبير الدارج
ها وجهي ها وجهك
وهو تعبير نشهد عليه أنفسنا والناس حد التحدي على صحة ما نود فعله أو ما نتوقع حدوثه
وعليه سيجعل هذه اليد "خميسه" ولكن ليس على باب الدار بل داخل القلب يد / خميسه عارية كالحقيقة رغم ما قد يعتريها من ضعف( حتى يد ماخطاتها لولة وهي تحوير جميل للمثل الشعبي حتى زين ما خطاته لولة)
سيسترسل في الأفعال السلوكية اليومية من الحقل العروبي(نسبة للبادية) للغة عكس ما الفته في كتاباته المدينية(نسبة للمدينة) والذي أستنتج منه أن هناك بحث لغوي لإغناء قاموس الزجال
إلا ما نكيت الشوفة
و غربلت كلامي عليك
و ها ضلوعي بو صيَّارْ
و ها قلبي طبﮜ
وجهك المشروك بلغتي نقيه
و لي يقبل بالنخالة ...
ف ساعة غربال الوقفة
بها يعجن خبزه
و يتقوت به
عبر هذه التوطئة/ الإطار سيسافر بنا إلى تفاصيل الأصابع كل حسب ما أسلفنا الإشارة إليه .
الأصبع الصغير
القسم "بالخميسه"(الدم المشروك) وتكرار كلمة "وحق" ثماني مرات لتأكيد على وظيفة هذا الأصبع /تلمس اللذة / تطهير الأذن/تنقية الأنف
(نتلمس اللذة فيك
نتحسس شقوقك الفالتة
نكربل عيوبك السالتة
و شمي و فهمي
.............
خوذي من ظفري سلاح
نيفك الحر يرتاح
شمي و لمي لحزة ليام)
.....
"حتى قامتي صغيرة و مقامي كبير"
هذه الصورة الإيجابية ستتلوها صورة سلبية :
"الصغير غير صغير ما يتلام" هي مفارقة لم يستقم لي تأويلها.
لباس لخواتم
سيحيلنا على مجال العلاقات العاطفية:
: جيتك طالب راغب
حتى يغبر نَحَسْ نحاسي
و النقرة تقرا...
و لبيض ف لكحل يتاقى فيك وجه الله
هزيني لعندك نتسامى بك
هزيني لعندي نفرح بك
نلعب مع صباعي "يا جرادة مالحة "
يا لي ف همي سارحة
ها عربون صداقي
محبة تعمر ويدان و سواقي
واش باقي؟
قلاز بنادم
هو من يحدد قيمة العلاقات ويقدرها(يعطيها قدرا) ويعبر عليها بإشارته المعهودة
:
قوس ظهره بلعاني
و حنى راسه بظفره
و قال :ها سومك ها ما سوى زينك
و خوذي هذا ما سويتي
لحاس الكصعة
التركيز على الشاهد (يا الشاهد) شاهد على الوضع غير العادل وعلى التوزيع غير المتكافئ للخيرات ( إحالة للريف والأطلس والمدينة "كصعة بلادنا") يا لحاس الكصعة خليك غير شاهد
مسكية بشلة مغارف
و شكون عارف ؟
يمكن جبال الريف توريك
يمكن الاطلس الا تعرى ما يدفيك
يمكن لمدينة ...و أي مدينة
من كصعة بلادنا ذيك لبنينة
تسكي لمنكي من همها و تعطيك
قتال لقمل
الأصبع الخامس المقطوع من "الخميسه"(مدخل القصيدة) هو قاتل معنوي للفقر(القمل)
تدور القصيدة بشكل لولبي لتعود للكل من خلال الجزء : اليد ملتقى الأصابع مجمعة الوظائف والكف التي بدونها لامعنا للواحد من الأصابع هذه اليد التي تناولها الزجال علي مفتاح يد واعية مستيقظة ومتأهبة"بالكم" ماشي "راحة"
(الظفر سلاح
اليد سلام سلاح
و خطوطها "بالكم" ماشي "راحة")
تستمر الحياة بضنكها وهمها ونضال الذات الشاعرة عبر اليد التي تخنقها خنقا معنويا اكيد
و على رقبتي ...
الحنة مَحْنَة ف اليد
و القلب عامر
يد قاتلة و يد مقاتلة
و خط الزهر غابر
و على رقبتي حتى يدي قاجاني
و صباعي خانقاني
و الجهد من دراعي مقطوع
و الظفار سمها من كل نوع
نراري بصباعها و هي منخلاني .
هذا مسح أولي /تفاعل عاشق لا يرقى لمقاربة نقدية اكاديمية لقصيدة غنية من حيث اللغة(lexique) والبناء واشتغال على الكلام المأثور والمثل الشعبي كل هذا سطرته يد وراءها عين ثاقبة بنفس طويل.
ملاحظة لابد منها:
لا ادري ما هو المناخ النفسي الذي كتبت فيه القصيدة فهي تريد أن تقول كل ما لدى الشاعر كأنها القصيدة/ الوصية مما جعل بعض التمطيط يشوبها ولست أدري كيف أشرح شعورا انتابني وأنا أقرأ القصيدة لأكثر من عشرين مرة(أقول عشرين ) أن هناك مجال للمزيد من التكثيف والمزيد من الرمزية وترصيص الصور الشعرية .

الصديق العزيز
علي مفتاح
أنت أعلم أخي من غيرك أني وأنت أخذنا على عاتقنا أن نقول انطباعنا حول الأعمال الزجلية بدون محاباة ولا مجاملة وهو درس للآخرين أكثر منه لنا هو رسالة ليعلم الكل أن الصداقة شيء وآراؤنا شيء آخر.
القصيدة غنية جدا تستأهل أكثر من وقفة هي قصيدة /ديوان لاشك . ولأنها كذلك فهي احتوت كل قضايا الكتابة الشعرية مما جعلها مادة مهمة للدراسة هي تتقاطع في اسلوبها مع تجارب زجلية عدة وملاحظتي هي انطباع أكيد وبالمناسبة أجدد الدعوة للكل للبحث عن نقاد آكاديمين يكونون مرجعا لنا بالمنتدى . فالمبدع مهما اجتهد ستبقى ملاحظاته انطباعية أي بدون أدوات نقدية بالمعنى العلمي لكلمة أداة.
تقبل مرة أخرى مني كل المحبة والتقدير أيها الفتى الطائر.