محمد الراشق المبدع والباحث في التراث المغربي والآداب الحديثة
ولد محمد الراشق في 20 غشت 1955 بمدينة مكناس، هذه المدينة الكونية التراثية بامتياز شكلت عنصرا أساسيا في بناء شخصيته الإبداعية المستقبلية، حيث هي محطة أساسية لرجال الزوايا وإيقاعات الموسيقى، الروحية الطريقة العيساوية ووالدته السعدية بنت علال المنصوري تربت بين أحضان أحفاد الشيخ الهادي بنعيسى في منزل سيدي المحجوب وبذلك كانت أمه هي مدرسته الأولى في التعرف على أنواع من التراث الذي كانت تحفظه،
إضافة إلى وجود الإيقاعات الحمدوشية ، وأهل توات، وفرق المعلمات النسائية، والحلقة.
كما أن حظه كان أوفر حينما درس في مدرسة سيدي عمرو الابتدائية بمكناس وقد كان مديرها السيد غولو Golos وهو فنان وعازف ماهر على آلة الكمان وحبب له ولهيئة تدريسه روائع التراث المغربي حيث كنوا يوظفونه في الحفلات المدرسية الكثيرة..
محمد الراشق في بداية السبعينات كتب الشعر الفصيح وبرع فيه، لكن سطوة الشعر العامي المكتوب باللسان الدارج والمسمّى بالمغرب " بالزجل" جعله يتفرغ نهائيا للإبداع والبحث فيه
وفي نفس الوقت كان متأثرا ببعض شعراء وشيوخ الملحون الذين كان من أصدقاء والده المرحوم امحمّد بن احميدو الراشق، ومنهم على الخصوص المرحوم المنشد البارع الحسي التولالي والمرحوم بركام والشاعر الملحون الفذ المرحوم حمود بن إدريس السوسي، والملحن الغربي الكبير محمد بن عبد السلام .. ومن المعلوم أن مدينة مكناس هي أرض
فيلسوف شعر الملحون سيدي قدور العلمي، ومدفن حكماء الزجالين سيدي قدور العلمي واللائحة طوية...
وقد دخل إلى عالم البحث في الملحون بعد تأثره وتتلمذه الأولي على يد المرحوم محمد الفاسي وقد اشتغلت تحت رئاسته ولسنوات باللجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم
كما نهل من معين الأستاذ الشيخ أحمد سهوم، وبعدها استفاد كثيرا من الدكتورالباحث عباس الجراري.
وإذ كان قد شارك في أنشطة عدة داخل المغرب وخارجه إلا أن تقديمه لعشاق الملحون بمهرجان فاس جاء على يد الفنان الموهوب عبد الرحيم العمراني وبدعم من الفنان الأصيل محمد السوسي، وقد تعرف على عبد الرحيم العمراني حينما كانت تجمعهما الأمسيات الزجلية الغنائية بمدن مختلفة، وفي هذه البدايات كان الجو صحي لممارسة الإبداع قبل أن تسير الأمور مع الأسف نحو الميوعة...
ومحمد الراشق الشاعر الزجال والباحث له العديد من القصائد في الزجل والملحون في خزانة الإذاعة والتلفزة بفضل الفنانة ماجدة اليحياوي والفنان عبد السلام الخلوفي منتج برنامج شدى الألحان بالقناة المغربية الثانية.
وهحمد الراشق هو منتج إذاعي: فله برامج حول الحكايات الشعبية، وبرنامج آخر حول تراث البادية..
هو الآن مدير مركز اليونسكو لملتقى الثقافات بالخميسات – المغرب- رئيس مؤسس لنادي اليونسكو بمكناس عام 1976 . وعمل مديرا لمهرجان الخميسات للسينما الآسيوية, وعمل كاتبا عاما للرابطة المغربية للزجل. وهو عضو مؤسس لمجموعة جسور السلام الموسيقية بمكناس. ومحمد الراشق حاز على جائزة الزجل بميسور عام 2004
وحاز على ميدالية اليونسكو لإنقاد مدينة فاس، كما حاز على ميدالية التنمية الثقافية من وزارة الثقافة الصينية، كما حاز على درع الاتحاد العالمي لأندية اليونسكو بدولة الكويت
وتم تنظيم حفل تكريم له في ماي 2008 من طرف وزارة الثقافة المغربية وعمالة إقليم السطات ومجلسها البلدي. ومن مؤلفاته:
- من أجل التفاهم الدولي تأليف مشترك 1986
- ديوان في شعر الزجلي بعنوان " الزطمة على الما"عام 1999
- ندوة الملحون المغربي تأليف مشترك 2001
- ديوان في الشعر الزجلي بعنوان "مكسور الجناح" عام 2005
- دراسة تحليلية حول أنواع الزجل والملحون بالمغرب عام 2008
ويشتغل الآن على مشروع متكامل لتطوير الملحون، مع دراسات مقارنة لاكتشاف العديد من الإشارات الإنسانية في هذا الفن الرائع....
الرئيسية 
