عين الشمس- ج2

قد يكون يسيرا أن يخترق البياض و تمارس عليه بعض سطوة القلم،يدون النص و يجمل مظهره فيقدم وجبة جاهزة للقارئ..لكن ما ليس بالهين هو مدى قناعة هذا المتلقي بما يقدم له..هل استطاع صاحب النص أن يشد انتباهه و يحرك تفكيره؟هل تمكن هذا المبدع من تسخير حرفه لتحقيق الهدف المعرفي و توفير المتعة الأدبية المبتغاة؟ هل نجح في التسلل والوصول للدواخل لينثرحرارة حسه وصدق إحساسه؟ و هل استطاعت وجبته أن تخلخل أمان القارئ و تثير تساؤلاته أم أنها وجدت فقط لتخلق اطمئنانا مزيفا و تمنح متعة تنقصها الجمالية و تلزمها الإثارة؟
أسئلة كثيرة تفرض نفسها عند تناول نص من النصوص..و نص "عين الشمس"للزجال يونس تهوش جاء واثقا و مستعدا لكل الردود،كيف لا و نحن أمام مبدع يحترم الحرف و يلتزم برسالته،يمتلك الكبرياء المعرفي و يملك الأدوات الشعرية الضرورة لصنع الجمال الزجلي و اختراع الإرتقاء اللفظي..هو زجال يهب النص كل طاقته و نبضه،يوظف إمكاناته بذكاء،يسقي نصه من أعمق الآبار المعرفية التي تشهد بتاريخ الإنسان و تفكك لغز الوجود..يوظف التراث و الأسطورة،يستلهم أسرار الحكمة و يستعيد فلسفة الكون في كتابته و بوحه..
الكتابة الزجلية عند مبدعنا استطاعت ان تتبث قوته في حفاظه على توازن مطلوب،إذ تساير العصر و الحاضر دون التنكر للأصل و الماضي..هو إذن لقاء مفروض بين الأمس و اليوم و هي إذن جدلية قائمة بين الحضور و الغياب،جدلية تضمن البقاء و الصمود للحرف العامي،تساهم في علوه و تدفع به لاختراق دنيا التميز و العمق..
نص "عين الشمس" بجزءيه لوحة زجلية مورس فيها الشغب،سطع فيها الترميز و داهمتنا أشعة التجريب،الشىء الذي منح الضوء و السحر للشكل و أتاح للدلالة ثراء الإيحاء و للمجاز غنى التأويل..لوحة تآمر فيها نبض الواقع،أنا الشاعر وشعلة الوجدان ليعتصر قصيد ناطق يفصح عن لمسة تبتعد عن التكرار،هي لمسة تهوشية بامتياز..

نعقلن كبدتي
تبرق شوفتي
فالوجود غفران
نفلسف جفني
نسرج شهوة عقلي
و نتيه...
سؤال ف قرة الاعيان
نصيد شرقه
تصيدني حكمه
نترقى إنسان

نفخر بهذا اليراع و نهنئ الزجل و أنفسنا بحرفك أستاذنا..منك نتعلم و سنتعلم الهادف و الجيد..دمت للكلمة الزجلية القوية و دام لنا ألقك

تقدير لامتناهي

حسنة اولهاشمي

عوينتك غالية علينا
خويا انت وحرفك يستهوينا

سعاد

الحقيقه


القلب مبْداها


العقل يتْشهّاها


تِوَالِّينْ[iv] تتبنّاها


و المعْمي يڤول : راها راها


وَ
نَا نڤول: شمس محلاها.. واتاتْ
الإنسان واتاها

ااااه على الزجل لما ينساب كالعسل هو فعلا لا يمل
زدني زجلا يا يونس
أنت الأروع يا صديقي