ديوان "مراية الروح"للزجال إدريس الزاوي

الزجال الكبير إدريس الزاوي و ديوان "مراية الروح"
أضمومة زجلية متميزة،قصائدها فسيفساء من الكلم المعتق الضارب في أعماق السحر و القوة.."مراية الروح"عقد الدرر الثمينة و ثمرة القول السليم الذي يسموإلى علياء الإنبهار..
صاحبه صانع المعنى الراقي و الدلالة العميقة،إنه الزجال المقتدرإدريس الزاوي،خدوم الكلمة الصاخبة الثائرة و رفيق العبارة الهادفة الناطقة..
إن هذا الديوان معين لا ينضب من البوح و الإفصاح،جاء ليبعثرأبجديات الروح و يمدد فسحة الفكر و المعنى..،لقد استطاع زجالنا النادر من خلاله ان يغوص في شعاب نفس الإنسان،يلمس الجرح الغائر في أدغالها،يصور شروخ الذات و شرودها ثم ينسج سفر هذه الروح الأبدي،هنا أبدع فقال:
ساحت هذ الروح
مرة تسها ف شون الخاطر
تسيح...
تسيح
مرة تصحا ب الحرف تسافر
تصيح ف وجه الريح
تصيح
عليكم تصيح
كما رسم زجالنا أيضا الوجع بريشة الحامل للهم الكوني و حدد تقاسمه..،بشغب الكبار برع مبدع "مراية الروح"في تقديم طبق زجلي بديع،بدقة تناول اليومي و ما يعيشه و يعانيه الإنسان،سما بالذاكرة المغربية الأصيلة،أنصف الأرض و أوغل الوفاء للجذور ثم انتصر جيدا للقيم و المبادئ.
نصوص الديوان الزجلية تيسرلنا الولوج لمعرفة شخصية هذا المفكر الوازن،إذ تداهمنا أصالته و نستنشق عبق طينته العريقة،عن طريق متنه نستشف أيضا صورة المناضل الأبي الذي يشدو الحق و الحرية،مناضل ينبد كل أشكال الغدر،المكر و القهر هنا يتحسر مبدعنا فيقول:
أي يا ياي
اش يعجب القلب
فيما يشوف
بين الكسوف و الخسوف
شمس الحق منتوفة
ب نبال الغدرمقدوفة
الأضمومة الزجلية "مراية الروح"جاءت لتعصرحرفا مبللا بأسمى معاني الإنسانية،أضمومة حبلى بالأسئلة حول الوجود،الإنسان و القيم،أسئلة لها أجوبة آنية و أخرى تبقى مؤجلة الجواب..هنا تساءل زجالنا فقال:
كيف نفرز راسي من ظلي؟
كشفت صورتي
و بهات اللون
سولت راسي أنا شكون؟
شكون أنا؟
أنا
شكون؟
في ديوان الزجال إدريس الزاوي نقف عند الزمن المعطوب،زمن يعرف الموت مرات و مرات،إنه زمن القبح و احتضار الروح..،و في الوقت نفسه نقف عند سخاء هذا الزجال حين يهبنا الحلم و نسيم الفجر و يهدينا النبض و إعادة البناء للروح..
بهاء الحرف عند هذا الزجال المميز يصل مداه حين تتربع اللغة الزجلية على عرش الكلم،فتأتي صافية تنطق عذرية و هوية،توهج بها اللفظ العامي،ارتقى ثم علا.كما أن معاني النصوص جاءت مكثفة تفيض عمقا و تنساب حكما،تشد المتلقي،تؤسره،تغريه بالتتبع و تدعوه للقراءة و إعادة القراءة فالتأويل.
لقد استطاع صاحب هذا الإصدار القيم أن يتفنن في توضيف الرمز و الإيحاء و النهل من التراث في نصوصه،ما جعل هذه الأخيرة تكتسب سلطة في مظهرها و سحرا في حكايتها..و في هذه الأبيات لزجالنا نلمس بعض تجليات الحكاية الشعبية القديمة:
تي يا هاينة تي...
اسمعني
بالكاينه نحكي
قصة هاينة من بكري شايفها فيك أنت
فسحتنا في سماء "مراية الروح"تجعلنا نجزم كمتلقين أننا أمام قامة زجلية عالية،و تجعلنا أيضا نؤكد أننا أمام قريض آت من أقاصي روح بدوية بورية تغرف الشموخ و الكبرياء من معين البسطاء الأحرار الأقوياء!
مبدعنا صادق شفاف و عفوي،بحرقة الأنا الشاعرة و نبض الواقع نسج لنا حرفا ماسيا ينثر من خلاله العبق الروحاني الصوفي،يسمو بالروح لتهتز و تربو ،يطوع القلم حينا ليعلو الفكر و الإنسان و يفجر الحس حينا آخر ليبدع الجمال..
زجالنا القدير إدريس الزاوي وهب الكثير و الكثير للزجل ،لقد وهب الروح و الجسد للكلمة و تبليغ الرسالة،هنا قال:
هزيت الكلمة أمانة على رقبتي
للشقا وهبت عظيماتي
مرادي نبلغ رسالتي
فهنيئا للزجل بهذا المفكر الذي يثوق دوما لزمن النقاء، و هنيئا لمتذوقي القول الحي بهذا الكبير الكثير السخاء.
حسنة أولهاشمي

كلمة تختصر سمو فكرك،وقعها يأخذني لأعانق معارج نبلك و وعيك مفكرنا النادر علي مفتاح،لك كل الشكر لما تهبه من عشق و إخلاص للزجل المغربي..بمجهودك و مسؤوليتك تهدي النبض للقصيدة الزجلية و تجعلها تلامس الحلم و الضوء.بوجود أمثالكم حتما سترتقي الكتابة في الزجل و تخترق سماء التميز و البهاء..
ديوان"مراية الروح"للزجال القدير إدريس الزاوي يستحق أكثر من وقفة أو دراسة لأنه حقا إيداع عميق و قوي أستاذي الجليل..
معا من أجل إعلاء صدى الكلمة الراقية الهادفة و جميعا من أجل رسالة زجلية عميقة و رائدة..
بالغ تقديري و احترامي لك الوازن علي مفتاح
حسنة أولهاشمي

شكر القلب لك مفكرنا الكبير إدريس أمغار مسناوي على مرورك البهي و كلماتك المحفزة و المشجعة..أخدنا عهد الوفاء لخدمة الحرف الزجلي أستاذي القدير و كلنا عزم على بذل الأفضل في سبيل إطراء هذ اللون الأدبي الذي شقت مكانته حدود الإرتقاء المعرفي..
أتشرف بعطاء كل المبدعين و المبدعات و أشكر إهداؤهم لنا الحرف الزجلي المسؤول و الهادف..نرجو التوفيق في تناول نصوصهم التي حتما تزخر بالكثير.
تقدير لا يفنى
حسنة أولهاشمي

الزجال العميق أحمد السيتي،لك كل الشكر على ما منحتني من ارتياح داخل مقامكم الزجلي الراقي..الشرف كله لي لمعانقة الكلمة الزجلية و اكتشاف نبل حامليها..تلك كانت مني التفاتة قليلة في حق مبدع و زجال كبير هو سي إدريس الزاوي.
مرورك أسعدني حقا..دمت بهي الحرف
تقديري و احترامي
حسنة أولهاشمي

المبدعة الصادقة العميقة
مرورك ينثر نسائم روحك الشفافة الصافية،كلمتك تمنحني تحفيزا كبيرا أشكره لك أيتها الراقية..حتما بوجودكم يسموالإبداع وتزهررياحين الحرف الزجلي الهادف و القوي..إليك الرقيقة زينب أوليدي اقول: دمت زهرة المنتدى،دمت مالكة السحر و البهاء و دام لنا رقيك و تميزك
مودتي و تقديري
حسنة أولهاشمي