الصُّومْعة ما طّيحْ (زجل)

الصُّومْعة ما طِّيحْ

صبّيت كاسي فْ كرشي
وتصنّْتْ لْ نغام الوقتْ
لقيتْ كُلشي راشي
ما بقى فْ الدنيا غير الكبت

كنتْ غير طيرْ دْ راسي
يحوم بعيد علْ الفقايس
صبحتْ كُلّابْ ضراسي
فِيَّ يهرّس ما يتكايس
كُنْتْ صغير مربّي الريش
فْ ذيك الحومة المنسية
ولّيت كبير ماقْتْ العيش
فْ هاذ الغابة المعمية
كنت فْ وادي نسبح بلا جناح
والما طايقني مرضي
ولّيت فْ بحر الناس رماح
بها يتسلخ جلدي
من زمان وَنا نقلّب فْ الوراق
على ذيك الحكمة الذهبية
تزلّعت وراقي فْ السواق
ورحت مْعَ غروب العشية
آش دّيتْ معْيا يا ناس
دربالة ونغمتْ وطار
نداري بها وجاع الراس
فْ طول الليل المكّار
كالو الْوَلا:
اللي دارها بدّيه
يفكها بسنّيه
وِ لا دّارتْ بٍكْ من ذوك خرين
وشرق صباحك مْغمّمْ
واش ينفعوك يدّين؟
ولّا شْطارةْ معلّمْ؟
هاذ الغابة يا گلبي راها مطلية
بْ رماح النبّالة
بها ألف شجرة وشجرة مفْليّة
نخْرو عروقها الدلّالة
فْ سوقك تلقاهم عيّاطة
وفْ سوقهم يقسمو الشياطة
أُ كِفا شْ انْتَ تبْغي تْضيمْ
فْ رقعة طايرة
هما فيها راكدين
وسلعتك انت بايرة؟
لازم نرجع لكاسي
نعمرو ثاني بصوت الريح
نخلّيه يبني ساسي
والصّومعة ما طّيح
وخّا كثارت الجراح
وخّا طارت الْرْباح
وخّا ضياق المراح
وخّا بْسالت الفراح
وخّا تْمصّتْ الجْباح
وخّا قفولهم مزنْدة
وصْباعْهُمْ غارقة فْ الزّردة
يدّي لازم تدق الباب
وتلوّح لجميع الحباب.

[b]السلام عليكم
تحياتي الخالصة أنقلها للزميل يونس تهوش ، ولأستاذي المحترم ادريس أمغار مسناوي. أنا سعيد جدا بترحيبكما وسعة صدركما. أما عن أسئلة يونس ، فأنا أقول له إن الزجل بالنسبة لي لا يختلف شعرية عن الشعر الفصيح ، فهو يستمدها من مكونات عديدة: منها الإيقاع وحرارة اللغة العامية وتوظيف الأمثال واشتغال الانزياح في المستويات التركيبية والدلالية والصوتية.... فما عاد الزجل اليوم يعاني العزلة كما حدث بالأمس . فهو بالنسبة لي نشاط لغوي حيوي يترجم همومنا وأحاسيسنا وأحلامنا وتطلعاتنا ، يتدفق من أعماقنا ، فيأتي في قالب الرباعي أو غيره من الإيقاعات . ولهذا فالرباعي أو غيره من "الطبوع" أو المقامات ، إنما تمليه الدفقات الشعورية التي تحرك دواخلنا ، فينساب الإيقاع على هذا الشكل أو ذاك ،تُفرغُ فيه الكلمات الناقلة لتجربة هذا الزجال أوذاك. فالشعر شعر، وهو ترجمان للنفس البشرية. أما النظم ، فمعلوم أنه يتصل تراثيا بأبيات نظمت في باب النحو والأحكام الشرعية : "ألفية ابن مالك ، الأجرومية ....". ولكن عندما نقرأ كتاب " بنية اللغة الشعرية" لجون كوهن، نجد دلالة أخرى للنظم لايتسع المجال هاهنا للخوض فيها. على كل حال أشكرك على أسئلة السديدة ، كما أحيي شيخي ادريس مسناوي ، واشد على أيدي كل الزملا[/b]ء في المنتدى ، راجيا لهذا المنبر مزيدا من التألق و التطور على مستوى الأداء والتفاعل بين الأعضاء.

الزجال محمد بوستة

تحية طيبة

اود ان ارحب بك في بيتك الزجلي و اقول لك

شكرا لانك اخترت ان تشاركنا هذا السفر عبر الكلمات ،

تواجدك بين خيرة الزجالين يزيد من اشعاع المنتدى ،

شكرا لاطلالة حرفك البهي ، مزيدا من الابداع ،

تحياتي الخالصة

أخي الكريم زجلياتك تعجبني كثيرا وتأخذ مني مأخذا للتأمل البعيدـ احيي فيك قلمك الجريء وأسلوبك المتكامل
الصادق الذي يبوح بنبرة فيها كبرياء ورجولة، رجولة طارق ابن زياد وعمر بن الخطاب .
هذا بيتك الثاني بلا شك ووجودك فيه سيزيده بهاء ورونقا . تحياتي القلبية يا صاحب الحرف الحام.