سلام للكلمة المزجالة و هي تعانق سماء مدينة المحمدية، مدينة ما كانت لتكون لو لم تجد لنفسها موقعا على خارطة العشق الذي أزهر كلمات ،سلام لتلك الوجوه التي أتت تحمل بين تقاسيمها ابتسامة القصيدة و هي تزف في عرسها البهيج ،سلام لكل زجال و زجالة هربا طوعيا و إراديا إلى حيث يكون الهروب متعة و لذة آسرة ،هروب بالنفس إلى أقصى ما تشتهيه النفوس العاشقة للزجل ،سلام لضيوف الاتحاد المغربي للزجل ،ضيوف يعرفون معنى الوفاء للكلمة و للقصيدة ،و جاؤوا من كل صوب لمعانقتها ،و هي التي تجلس و تتربع على عرش قلوبنا ،و لا تعشق المبيت خارج أدرع عشاقها .
و في هذا اليوم الدراسي الذي هو يوم وفاء و إخلاص للاتحاد المغربي للزجل ،وجدنا جميعا هذا الإطار الوطني للزجل كبيرا بضيوفه أولا و أخيرا ،وجدناه كبيرا بكل الأسماء التي حضرت و أثتت فضاء عشقنا هذا ،وجدناه كبيرا بنقاده الكبار :
ـ المصطفى المباشري
ـ عبد الاله الرابحي
ـ محمد الراشق
ـ عبد الجليل لعميري
وجدنا هذا الاتحاد منظما بانتظام ضيوفه الذين عرفوا كيف يرتقون بالإطار الذي يمثلهم ،عرفوا كيف يحملونه فوق رؤوسهم ،كيف يقدموه إليهم و إلى كل عاشق للزجل في صورة من صور البهاء و الجمال .
و انطلق اليوم الدراسي بكلمة من رئيس الاتحاد محمد مومر،الذي رحب بالحضور الكريم كما تطرق إلى مشاريع الاتحاد المستقبلية و التي نراهن فيها على دعم و سند لكل عاشق للزجل .فكانت الورشة الأولى خطوة نحو درب ترسيخ قيم التشاركية في اقتسام المسؤولية ،و اشراك كل من له غيرة على هذا الإطار ،الذي ارتأى أن يشرك كل الفاعلين في الحقل الزجلي لوضع تصور لمساره الأدبي و كذا القانوني ،فكان نقاش الأرضية التي سيعتمدها الاتحاد في مساره العام ،خير دليل على أن كل من حضر يوم 29 أكتوبر بدار الثقافة " محمد بلعربي العلوي " جاء كي يؤرخ لذلك التشارك المسئول الذي سنه الاتحاد وفق تصور جمعوي و جماعي ،بعيدا عن كل الحسابات الفردية و الشخصية ،و باقتدار و بصيرة ،و بحنكته المعهودة ،طلع على الحضور مسير الجلسة الأولى الزجال المقتدر احميدة بلبالي ،و الذي بأسلوبه الراقي أدار الجلسة الأولى صحبة الشاعر الجميل العاشق للزجل عبد الحميد شوقي مقررا و كذا الباحث المميز عبد الجليل العميري الذي كان قد تطوع لصياغة الأرضية التي كانت بحق خلاصة شاملة و جامعة لكل تصورات النقاد الذين بعثوا بمقترحاتهم و تصوراتهم الأدبية و التنظيمية :
ـ عبد الاله الرابحي
ـ المصطفى المباشري
ـ محمد الراشق
ـ عبد الجليل العميري
ـ محمد رمصيص
ـ جمال بو طيب
ـ محمد شيكي
و قد قرأ على الحضور ورقة الأرضية ،التي سيعتمدها الاتحاد المغربي للزجل باعتباره إطارا و طنيا يمثل الزجل و الزجالين ،
ففتح باب النقاش ليتناوب على المنصة أسماء أغنت في تدخلاتها و مقترحاتها ورقة الأرضية التي ستكون بعد صياغتها آخذة بعين الاعتبار كل مقترحات المتدخلين ،أرضية و منهج عمل لمسار الاتحاد الأدبي و التنظيمي.
و بعد استراحة شاي ،كانت الجلسة الثانية و التي كانت جلسة تنظيمية و قانونية بامتياز،باعتبار مناقشتها للقانون الداخلي الذي كان قد شارك في إعداده الفاعل و المنظر الجمعوي المميز حسن حمي ،و الزجال الجميل عزيز غالي و الزجال علي مفتاح و الزجال الجميل نجيب أمين ،و قد ترأس هذه الورشة التنظيمية الزجال المقتدر ادريس الزاوي رفقة المنظر الجمعوي حسن حمي و الناقد عبد الاله الرابحي مقررا ،و بصوته الجهوري و لغته الراقية و باقتدار المجرب عرف كيف يدير هذه الجلسة ،و على نفس وتيرة الجلسة الأولى كان النقاش منكبا على رصد الإضافات القانونية التي جاءت في تدخلات الإخوة الذين تناولوا هذا القانون بالتحليل و النقد البناء ،و إن الاتحاد و هو يبسط ذراعيه مشرعة لاحتضان كل من حضر و في قلبه نزعة خلاقة للمشاركة في بناء هذا الصرح الزجلي ،إذ يتقدم بشكره العميق لكل من ساهم بالحضور و بالنقاش ،الذي حتما كان نقاشا حول البيت بين أهل البيت .
بعد وجبة العشاء الطبيعي ،كان الحاضرون على موعد مع وجبة روحية حقيقية ،وجبة الكلمة الزجلية التي صدحت في سماء مدينة المحمدية و بالضبط في مركز البشير ،الذي بالمناسبة نشكر مديره السيد عبد الكريم على سعة صدره و على ما وفره لنا و لضيوفنا الكرام من وسائل الراحة .فكان السمر الليلي و قد امتد من طلوع شمس الحرف إلى غروب و هروب النوم فينا ، سمر كان متنوعا و ممتعا بتنوع لذة النصوص التي غذت شرايين عشقنا للقصيدة الزجلية ،وجوه ليست كالوجوه ،أسماء تخلت باسم الزجل عن أسماءها ،فأصبح إسم واحد يلخص هويتنا المشتركة و الجماعية ،انها هوية الانتماء الى أسرة الاتحاد المغربي للزجل .فكان عبد الحميد شوقي ،و هو الشاعر الذي اختار قسرا ان يكون عاشقا للزجل ،ربانا ينقلنا من مرفأ إلى آخر ،و من شط الحرف إلى عمق المعاني ،فاستمعنا و ارتوينا .شكرا لعبد الحميد شوقي الذي سيظل اسمه مرتبطا بجمال كل تلك الأسماء التي منحتنا لذة الارتواء ،شكرا لكل النقاد و لكل عشاق الحرف الزجلي ،شكرا للقناة الثانية على حضورها و تغطيتها ليومنا الدراسي ،شكرا للإذاعة الوطنية و لكل الإعلاميين الذين حضروا و تحملوا مشاق التنقل ،شكرا لكل الزجالين و الزجالات ،الذين منحوا للاتحاد لذة حلم معانقة صورته و هو يكبر بكم و من أجلكم .
علي مفتاح عن المكتب التنفيذي