قبل مانبداو نقراو قصيدة "أنا عنواني"،ما فيها باس نتأملو شويا عنوانها.العنوان كايتكون من زوج دوال ،اللول كايحيل علا العنوان/مكان الاقامة،والثاني كايحيل علا الانا/الدات،كايفاجئنا الميلودي العياشي ملي كايعتابر أن العنوان ديالو هو داتو ،ولا بعبارة خرا،الدات ساكنه فالدات.وهكدا ممكن نعتبرو الدات اللولة الي هي الدات ،بما هي انا محسوسة،كسدة و روح،ساكنة فالدات الثانية،بما هي انا شاعرية،وهنا ممكن نعاودو نقراو العنوان بحال هكدا:
الانا اللولة = +انسان +دات مادية +مسكن
الانا الثانية = +الدات الشاعرة + الانا لحقيقيه
كايقول الميلودي العياشي:
زمّمْني سْميّة
بْلا عُنْوانْ
عْطيني رقم دارْ
ما هيَ دار
خلّيني عفاكْ
ساكنْ فْ الورقة
وهكدا ممكن نعتبرو هاد لقصيدة بطاقة تعريف للشاعر الميلودي العياشي ،اولا الهوية اللي اختارها هو لراسو.وكأن الاخ الميلودي العياشي كايقول: "الا بغيتي تعرف هويتي يكفي ترجع للقصيدة اللي كانكتب،تماك غادي تلقاني بين سطور شعاري".وبهاد المعنى كايبان باللي الميلودي كايتمرد علا الهوية التقليدية الممنوحه،يعني:الاسم ،الجنسية،العنوان،....وكايعلن علا هويتو الحقيقية،اللي ممكن تكون بحال هكدا:
الاسم: شاعر
الجنسية:انسان
العنوان: ورقة لشعار
لكن السؤال الي كايطرح راسو هو: كيفاش داير هاد الحضور ديالو فالقصيدة ؟كايجاوبنا الشاعر العياشي:
أنا كاين...كاين
ف غيابك أنا حاضر
فْ حضوري انت غايبْ...
ويلا بغينا نزيدو شويا فقراية هاد لقصيدة ،غادي نقولو بلي الشاعر ختار يعيش ف ضل لقصيدة،فالبياض،وفالحاجة اللي باقي ماقالها واللي قالها وباقي ماتسمعاتش.الميلودي ماكايهموش شكل مقامو فعوالمو الشعرية؛المهم بالنسبة ليه هو هاد الكينونة وهاد الحضور فجوهر الكون،فالقصيدة. اما برا لقصيده ما كاين غي الضلام ،ضلام الوضوح ،وضلام المعنى الفاضح راسو:
خلّيني عفاكْ
ساكنْ فْ الورقة
ما قدّيت نخرج للظْلامْ
لكن هادا ماكيمنعش بأن السي العياشي الميولودي اختار مقام السؤال و اللا يقين كمحل للاقامة داخل لقصيدة ،اما امتلاك لحقيقة فهي بالنسبة ليه عدوة ،والشعر كايتقادى الدور ديالو ملي كايبدا يدعي انو لقا لحقيقة،وهادا ممكن نعتابروه تعريف الميلودي العياشي للشعر. كا يقول السي الميلودي العياشي:
يْكفيني غْمام السُّؤالْ
يلسعني نخصة
تحت ضْلوعي
بيني وبين قلبي محْبوسة
هكدا كايبان لنا بلي العياشي الميلودي،عكس بزاف ديال الزجاله،اختار الغموض_بمعناه الايجابي_طريق لخطواتو فالشعر،طريق ما كاتبانش ل اللي مكتف باليقين الشعري و بامتلاكو للحقيقه.بحال الا الميلودي العياشي كايعاود كتابة اسطورة الكهف،بطريقتو هو،ملي كايعتبر لاخر/المخاطب ما كايشوف غي لوهام،ما دام مكتف بهاد الحقيقة،وغادي يبقا عايش فضلامو مادام ماتحررش من القيود اللي مكتفاه؛من المباشرة اللي كاتقل الشعر،من ادعاء امتلاك لحقيقة و من الوثوقية الغرارة:
اعطيتك راسي
تعجب فيه
اطلق فيه طوال حلامك
تبقى فيه عمى
تعارك ضلامك
و غايبقا لاخر/المخاطب مكتف ف الكهف ديالو،معمي علا ضو قصيدة الميلودي العياشي،منفي فدائرة الحقيقة الضيقة اللي وضع راسو فيها،ما دام هاد لاخر فبرجو العاجي،بعيد علا حقيقة الشاعر،كايصارع ضلامو،وعلامات التعجب مشتتة عندو هنا ولهيه.
شرف الدين درير