شهقة ثوبي لبيض

الأخت الصديقة
مليكة امصاد
وقفت عند هذه المرثية كثيرا وأنا أستعرض من خلالها المحنة التي تابعت معك تفاصيلها منذ الداء اللعين حتى الخبر المفجع خبر رحيل نصفك الثاني.
اقلت في مناسبة شبيهة :

"إن الموت والحياة
وجهان لوجود واحد
والسلالة عنوان البقاء"

وبهذا تستمر الحياة وتستمر ببلسمها المتمثل في النسيان كنعمة مهمة في الإنسان. ستكونين" أيوب" حياتك أكيد.
صعب أن نهتم بجمالية النص حين يكون الأمر خاصا ومحزنا حد الجنون ومع ذلك فقد أنجزت قصيدة / مرثية جميلة رغم حجم الحزن فيها ، فهي تشي بما لديك من إمكانيات إبداعية وجعلت القصيدة تقال بلسان كل من عاشت هذه المحنة وهكذا ستنتقل بفضل فنيتها من التعبير على حالة خاصة إلى الحديث بلسان عام.
ولولا العتبة والمقطع الأول الذي يؤطر النص لكانت مرثية في حق كل عزيز فقدناه.

يا غيمتي ...
يا الحالفة تحفر ف جلدي سميته
راني مْزاوكْ فْيك و فْ راسي
شعلي ضو لخاطر ...
فْ دْروبْ ظلمة لجراح
يهْرَّبْني...من الصورة الواشمة صْباحي تْرابْ

ويكفي هذه " العيطة" /النداء لتعليل الحضور الواعي بالوضعية والرغبة في تجاوز ثقلها مادام الأمر أكبر من الإنسان ومن قدرته ومحكوم علينا أن نسير واشرعتنا ستذهب بها رياح القدر كما تشاء.
النص غني ودسم حتى ، استطعت أن تحبكي قصة مفجوعة في إنسان غالي عليها ولكن دون إهمال الجانب الإبداعي فيه.
الشعر إحساس.

اختي مليكة امصاد
قصيدة جد معبرة بالوانها الدامعة وحروفها الصادقة وقلبها النابض بالوفاء
لك مني كل التقدير
الحياة يوميات متفرقة عبر سراب الامل
مودتي