بياع النار
طلع م الأرض ولا نزل من السما ؟ .
جن هو ولا إنس ؟.
فين غادي؟ وفين كان هو بياع النيران ؟
حل السوق صدرُه ، ضحك ضحكَه وحدَه عمرت لمكان . شق صوت عالي سور الزحام " النار .. النار .. النار . ناري بنت فران . خوذوا النار سلاح للزمان .. خوذوها بنص ثمن . فينكم يا أهل لمكان يا طواعين الزمان ؟".
يجروا كبار التجار وعكاكزهم سابقيتهم لقلب النار "شحال النار يا بياع النيران ؟.
_ ثمنها قليل و أجرها كبير ف الميزان. خوذوا سلاح الزمان بنص ثمن .
عكاكز التجار واحد واحد ف قلب النار ، ملي تايحمار راس العكاز مزيان تايدوروا التجار ظهرهم ل بيّاع النيران " غاليه ..غاليه هذ النار !".
يبقى وراهم الصوت طالق اللسان " النار .. النار يا سكان "
وبياع النار جوال ، كل جوله تربط مدينه بمدينه وسوق بسوق. ما كانش يفارق لمكان حتى كيتغطاوا عينيه بالدخان.
النار .. النار يا سكان ..
وبياع النار جوال يزرع النار ف الطرقان . وبياع النار جوال يطوي لمكان والزمان. وبياع النار جوال يكوي الإنسان بخاه الإنسان ....
وكان حتى وقف على مكان، ولمكان ضايَه ما لكينها الحيتان. حيتان عايشين ف الحب والأمان . حيتان تعلموا ركوب لمواج والرقص ع الألوان . دار بياع النار على الضّايه ودار يقلب على باب يقربُه من السكان. ملي خانُه لعقل . ﭼلس يغربل ف لفكار ، شافتُه عـﭼوزَه ف أمرُه حيران . قالت له "أنا قادرَه نلقى لهمك حل ، لكن عندي لك طلب معجل ".
قفز بياع النار بحال شي طفل " آمري ونا ف الحين نلبي ونعمل ".
_ تصنع لي نعالَه تجعلني نطير بلا جنحين .
_ طلبك مسموع ونا له قابل ف الحين.
نصبت لعـﭼوزَه صورتها على جنب الضّايه وتعرّات ، وف رمشة عين كانت ف وسط الموجات . غوتت غوتَه وضحكت . خرج سلطان الحوت دهشان . قالت له " حل عينيك تشوف الخطر داير بك" .
رمت اصبعها على صورة بياع النيران وزادت " امراتك .. امراتك يا زين السلاطن غ تزوج عليك بعد ما تاخذ املاكك وتجليك ".
_ آشنو المعمول حتى نقضي ع الغول ؟.
_ سلاح واحد يبقى ف هذ الحالَه هو المقبول : النار .. النار ما تخلي حد مدلول.
اتفقوا على الدفعَه اللولى وعلى الثمن و ف حينها طارت عند امراتُه غوتت غوتَه هزَّت لمكان" خطر داير بك ، حلي عينيك تشوفي آش بك يا مخدوعة السلطان ؟".
_ آش المعمول حتى نقضي ع الغولَه والغول ؟.
_ سلاح واحد يبقى لمشكلتك هو المقبول : النار .. النار ما تخلي حد مدلول.
غوتت الأميرة ف وجه لعـﭼوزه " سلاحي هو الما(ء) "
بين الغوتَه والرمشَه طارت لعـﭼوزه عند احباب السلطان خبرتهم بالخطر اللي جاي من امراتُه وأهلها، وزادت ف الطين حكايه. نفس الخبر وصل لحباب الأميره قالت لهم " إلى ما طلقتوش رجليكم غ تكون لبنتكم هذي هي النهايه ".
وكان اللي كان !
تفرقت الضايه على جوج . السلطان واتباعُه يغوتوا " الحرب ولا الدل". الأميره والما(ء) واتباعها يغوتوا " السلم والحوار هما الحل ".
وهنا تضاربت الأقوال ودخل القيل والقال ف وذنين السؤال. كاين اللي قال الضايه بدات تاكل ف اولادها وتاكل ليل ونهار حتى تنفخت كرشها ووجهها حمار . وكاين اللي زاد ف اقوالُه اخبار باللي الضايه تشربت حتى صارت طوب واحجار .
رجعت لعـﭼوزه وهي كتغني " فرحي وسعدي بلغت مرادي ".
غوَّت فيها بياع النار غوتَه " خوذي النعاله من راس القصبَه وبعدي ".
ما بين الغوته والرمشه الأولى للعين طارت لعـﭼوزه بلا جنحين . أما بياع النار رمى رجليه ل فين كنسمعوا وكنشوفوا ....
إدريس أمغار مسناوي
1977 ( من مخطوط "حكايات الليل والنهار " )