التقرير الأدبي للأيام الثقافية ...
كانت مدينة أبركان أيام 28_29_30 دجنبر من السنة المنصرمة على موعد مع حدث ثقافي هام ,تأهبت له جمعية التنمية للطفولة و الشباب ADEJ ,بتعاون مع جمعية المغاربة بفرنسا .فقد سعت الجمعية من خلال أنشطتها التي امتدت طيلة ثلاثة أيام إلى ربط جسور التواصل بين الهنا و الهناك,و تقريب المسافة بين أدباء يعيشون _ إن اختيارا أو اضطرارا _ بأرض الغربة و بين إخوانهم بأرض الوطن ,و ذلك ما تجلى من خلال شعار هذه الأيام " هنا و هناك معا من أجل ثقافة هادفة " .
لقد كانت القصيدة الزجلية محور أشغال الأيام الثقافية ,التف حولها عدد من فرسان الكلمة العذبة و الهادفة الذين حلوا بمدينة ابركان من مختلف المدن المغربية و من خارج أرض الوطن , فاحتضنوها إبداعا و نقدا .
انطلقت أشغال هذه الأيام الثقافية في يومها الأول على إيقاع لوحات تراثية من الفلكلور المحلي أدت رقصاتها فرقة شبابية تتكون من تلاميذ الإعداديات و الثانويات بالمدينة ,و ذلك قبل أن يتقدم المشاركون إلى الصالة التي اهتزت أرجاؤها على نغمات العود أداها الفنان البركاني محمد بوخريص الذي أبهر الجميع بلحنه الشجي و صوته القوي بأدائه الرائع لقصيدتين لفطاحلة الشعر العربي الحديث محمود درويش و بدر شاكر السياب .
تقدم بعد ذلك الكاتب العام لجمعية التنمية للطفولة و الشباب السيد ميمون لحسايني الذي رحب بالجميع و شكر الضيوف الذين وفدوا على المدينة تلبيتهم الدعوة و تحملهم و عناء السفر ,متمنيا لهم مقاما طيبا في الحل و الترحال ,كما نوه بكل الشركاء و الداعمين لأنشطة الجمعية ,و قد ذكر في كلمة بأهداف الجمعية من وراء تنظيمها لهذا النشاط ,لخصه في إيمانها الراسخ بضرورة العمل الثقافي و أهميته القصوى في الفعل التنموي , ليعطي الكلمة بعد ذلك للشركاء و الداعمين , رئيس المجلس البلدي الدكتور فريد عواد ....
لقد كان ديوان "خيط من الشتا"ء للشاعر الزجال ميمون الغازي المقيم بالديار الفرنسية موضوع اللقاء الأول , فقد أبى إلا أن يحتفي بباكورة أعماله الزجلية بمسقط رأسه و أن يشارك ذويه من المبدعين و الشعراء عقيقة هذا المولود الجديد , فكان أن اختصه بالتقديم و القراءة كل من الأساتذة جمال قادة الذي ذكر في مداخلته بالمجموعات الزجلية التي أصدرها زجالوا مدينة ابركان و أشار إلى دلالات الخيط من خلال الديوان المحتفى به و إلى بعض مميزات الكتابة الزجلية لدى الشاعر ميمون الغازي .أما خالد الموساوي فقد ركز في مداخلته على حوارية النص الشعري في ديوان ميمون الغازي و استدعائه لنصوص غائبة شملت النص الكبير (القرآن الكريم) و الأمثال و الأهازيج الشعبية كما تطرق إلى الصورة الشعرية في الديوان التي انزاحت عن حدود الدرس البلاغي القديم و تجاوزت الوظيفة التزيينية التي يمكن أن تؤديها التشبيهات و الإستاعارات إلى ملامسة الأسس الحديثة لبناء الصورة .
أما مداخلة ادريس المسناوي فقد كانت عبارة عن شهادة في حق الزجال و مؤلفه ,اعترف فيها بمجهودات الشاعر ميمون الغازي " الزجال و الإنسان الذي جمع بين مكارم الإبداع و محاسن الإنسانية في قصائد حقق فيها صورته الإنسانية و الإبداعية بكل القيم و المثل " كما استمتع الجمهور الحاضر ببعض القصائد من الديوان المحتفى به .
خصص اليوم الثاني من أنشطة الجمعية لقراءات زجلية تألق فيها الزجالون = إدريس مسناوي أمغار (تيفلت),دليلة فخري (تاهلة),خالد موساوي (فاس),ابراهيم زنيدر (القنيطرة), ميمون عراص (أحفير), يوسف الطاهري (قرأ بالنيابة عنه فريد كومار ) , و جمال خلادي و أحمد اليعقوبي و أحمد عزيزي و حسن درويش (ابركان), و قد وزع الأدوار بين هؤلاء الشعراء الباحث محمد رحو الذي افتتح الجلسة بادريس المسناوي أمغار في أولى قصائده و اختتم الجلسة بالشاعر نفسه في قصيدة ثانية ما إن أوشك على إنهائها حتى غصت المنصة بالحاضرين الذين تقدموا نحو الشاعر مصفقين له و متعلقين به في جو أقل ما يوصف به أنه رهيب .
و في اليوم الثالث أخذ الضيوف و المشاركون صباحا في جولة سياحية بمنطقة تافوغالت و زكزل,أطرها السيد عبد السلام خنوسي تم الوقوف فيها على المؤهلات السياحية التي يزخر بها إقليم ابركان , و قد اطلع الجميع على ثكنة عسكرية تعود إلى عهد الإستعمار كما تمت زيارة مغارة الحمام و مغارة الجمل . يعود الكل أدراجه إلى مدينة ابركان حيث استؤنفت الأنشطة مساءا , و كان النشاط الختامي عبارة عن أمسية فنية أعطت فيها عضوة مكتب الجمعية الآنسة نوال بن عبد الرحمان الكلمة للحن الجميل و الأنامل الرقيقة التي أبدعت ألحانا روعة في الجمال صفق لها الجمهور الحاضر بحرارة , و نخص بالذكر ما قدمه الفنانون , محمد بوخريص و صلاح الطويل و الفنان جميل و قد تخلل الوصلات الموسيقية توزيع الشواهد التقديرية التي أشرف عليها الكاتب العام للفرع ميمون لحسايني ,قبل أن يعطي الكلمة للكاتب العام المركزي للجمعية الذي أسدل الستار على فعاليات هذه الأيام الثقافية.
ADEJعن الجمعية